تخلد دول العالم بتاريخ 10 ديسمبر / كانون أول من كل سنة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ سنة 1948 ، و هي السنة التي اعتمد فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كان أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان مدافع عن الشعوب و عن تحقيق المساواة و الكرامة و الديموقراطية و إقامة العدالة في بعدها القانوني و الحقوقي و الإنساني .
و بالرغم من أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كوثيقة تاريخية تتضمن حقوقا غير قابلة للتصرف و قيما عالمية تهدف إلى صيانة و حماية جميع الشعوب و الأمم بدون تمييز في العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي ... ، فإنه على مستوى الصحراء الغربية لازالت الدولة المغربية مستمرة في انتهاك حقوق الإنسان على كل الأصعدة في تجاوز تام و كامل للمواثيق و العهود الدولية ذات الصلة .
و قد سجل المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسانCODESA هذه السنة العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة ضد المدنيين الصحراويين الممنوعين من ممارسة حقوقهم المدنية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، و التي يبقى على رأسها الحق في تقرير المصير ، حيث منعت السلطات المغربية بالقوة مئات الوقفات الاحتجاجية السلمية ، مخلفة عددا كبيرا من الضحايا في ظل فرضها لحصار عسكري و بوليسي و إعلامي و حتى حقوقي على مدن الصحراء الغربية بعد لجوئها منذ سنوات لإغلاق المنطقة أمام الوفود الحقوقية الأجنبية الدولية و منعها من مواصلة التحقيق و التقرير عن ما يجري من انتهاكات تمس من الحقوق الأساسية للمواطنين الصحراويين .
كما تم تسجيل استمرارها في اعتقال العشرات من المدافعين عن حقوق الإنسان و المدونين و المعتقلين السياسيين الصحراويين بمختلف السجون المغربية و معاقبتهم في محاكمات صورية تنعدم فيها شروط و معايير المحاكمة العادلة بأحكام قاسية و جائرة تهدف بالأساس حرمانهم من حقهم في التعبير و في المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال المكفول في المواثيق الدولية و المتضمن في جميع قرارات مجلس الأمن الدولي و تقارير الأمم المتحدة حول الصحراء الغربية منذ سنة 1991 .
و على هذا الأساس ، و أمام محاولة الدولة المغربية فرض الأمر الواقع تجاه وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية و تجاه قضية الثروات المستنزفة برا و جوا و بحرا ، فإنه بات على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في الضغط على الدولة المغربيةمن أجل :
+ التفاوض المباشر مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب بإشراف من الأمم المتحدة للوصول إلى حل عادل و مقبول يكفل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير طبقا لما هو متضمن في قرارات مجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية .
+ القبول بآلية أممية لمراقبة و التقرير عن وضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية و فتح المنطقة أمام وفود المنظمات الحقوقية و الهيئات الصحافية و النقابية و البرلمانية الأجنبية .
+ وضع حد لاستنزاف الثروات الطبيعية و المعدنية للصحراء الغربية .
+ المطالبة بالمساهمة بكل الوسائل للإفراج عن كافة المدافعين عن حقوق الإنسان و المدونين و الإعلاميين و المعتقلين السياسيين الصحراويين المتواجدين بمختلف السجون المغربية مع الكشف عن مصير مئات المختطفين الصحراويين ـ مجهولي المصير .
المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين
عن حقوق الإنسان
CODESA
العيون / الصحراء الغربية : 10 ديسمبر / كانون أول 2018