ولد هواري بومدين سنة 1932 لاسرة بسيطة ومتواضعة الحال ختم القرءان الكريم سنة 1948 رفض اداء الخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي تابع دراسته في الازهر الشريف وهناك زاوج بينها والنضال السياسي حيث انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري وتلقى تدريبا عسكريا استطاع به قيادة الولاية الخامسة واشرف على تدريب خلايا عسكرية ليصبح قائد الاركان الغربية سنة1958 ثم تولى رئاسة الاركان منذ 1960 الى غاية الاستقلال.
ثاني رئيس للجمهورية الجزائرية صاحب مقولة " الجزائر مع فلسطين ظالمة ومظلومة"
اما افضاله على الشعب الصحراوي فنختصرها في مقتطف من خطابه حول التكالب الاقليمي على الصحراء الغربية:
مقطع من خطاب هواري بومدين في" قضية الصحراء الغربية ".
أيها الأخوة :
لقد حضرنا كل المؤتمرات التي عقدت في المغرب وموريتانيا . وكنا متفقين جميعا على تطبيق مبدأ تقرير المصير ، لكن فوجئت في هذه المدة الأخيرة ، بأن الكل أصبح يتكلم باسمي ، فممثل ملك المغرب نفسه يدعي في كل مناسبة ، أنني أعطيته العهود ، والحقيقة أنني لا أتاجر بالقضايا العادلة المبنية على مبادئ مقدسة ، لأنني مناضل أعمل وأتحرك كمناضل وليس كسياسي متعفن ، ولو كنا من هذه الفصيلة ما دخلنا حربا في سنة 1963 حيث طلب ملك المغرب من القيادة الجزائرية ، أن تمنح له قاعدة في تندوف لمهاجمة موريتانيا ، مقابل اعترافه بحدود بلدنا ، وقلت في ذلك الوقت ، بصفتي مسؤول الجيش ، أبدا لن أسمح بأن ترتكب هاته الخيانة باسم الثورة الجزائرية ، وقد سبق لي أن حذرت الرئيس المختار ولد دادة في بشار ، من أن سياسة العرش ترمى إلى ابتلاع المنطقة كلها ، ومثلما رفضنا بالأمس أن تكون تندوف قاعدة تضرب منها موريتانيا المستقلة وشعبها ، فنحن اليوم نفتح ذراعينا لنحمي نساء شعب الصحراء وأطفاله ، وشيوخه ، وعجزته ، ونغيث أولئك الذين يذبحون ويقتلون وتسفك دماؤهم ، وهذا باسم الدين ، وباسم الوطن ، وان شعبا كاملا قد فر من الصحراء هاربا من جحيم الموت والتشريد والتقتيل ، ومن القنبلة بقذائف النابالم التي سلمها الجيش الفرنسي للجيش المغربي ، والتي استعملت في أم دريقة ضد النساء والأطفال والشيوخ ، وكل هذا وفرنسا تزعم اليوم بأنها محايدة .
أيها الأخوة :
لقد انتهجنا بالنسبة لقضية الصحراء خطا واضحا ، سبق أن أكدته مرارا ، وقلت بأنه اذا كان كل من المغرب وموريتانيا يطالبان بالصحراء الغربية ، فإن الجزائر ليست لها أية مطالب ترابية ولا مطامع لها ، كما يزعم البعض في الفوسفاط ، أو ممر عبر الصحراء ، ولا تستهدف - كما يدعون - تصدير حديد غاز الجبيلات عن طريق الصحراء .
وكل ذلك أمر بعيد عن الواقع وعار من الصحة ، إننا ضد سياسة القوة ، لقد ادعى ملك المغرب بأن الصحراء ملكه ، وطلب منا أن نقف بجانبه ضد المختار ولد دادة ، وكان ذلك في تلمسان ، ورفضت ذلك . ومن جهة أخرى ، كان ولد دادة يطالب بالصحراء ، وقد نسى كلاهما في غمرة أحلام التوسع ، الحقيقة الجوهرية وهي وجود الشعب الصحراوي ،و رد فعله .
إننا لا نعادي المغرب ولا موريتانيا ، لكننا ساعدنا وسنساعد الشعب الصحراوي الذي رفض أن يذبح ، ويجب أن تدركوا بأن آلافا منه مهددة بالذبح ، والذي رفع السلاح ليدافع عن وجوده ، وكيانه وبلاده . ونحن لانخفي مساعدتنا للشعب الصحراوي ، وقد إعترفنا بحكومته المؤقتة ، لأنه شعب يضحي كل يوم من أجل اثبات وجوده ، سلاحه الإيمان والإرادة ، والاستعداد للتضحية ، وللتاريخ أن يحكم لنا أو علينا .
رحم الله صديق شعبنا وجعله في اعلى عليين مع النبيئين والشهداء وحسن اولئيك رفيقا
وافاه الاجل ككل الزعماء التاريخين عن سن لم يتجاوز 46 سنة بتاريخ 27 ديسمبر 1978.